حديث الجدران

موضوع: حديث الجدران الثلاثاء يوليو 02, 2013 8:23 pm

رسبت نعم رسبت عندما علمنا بالخبر اشتد الحزن واسودت الدنيا وعم المنزل سكون رهيب كسكون الموت أمب رفعت سماعة الهاتف كيلا تتلقي اتصالا من احد الشامتين او المعزين واغلقت الابواب والنوافذ واخذت تبكي بحسرة وكانها تودعني الي مثواي الاخير اما ابي فقد نظر الي طويلا ثم تنهد بخيبه امل مره وعض علي شفته السفلي وهز راسه باسي وغادر المنزل حدث كل هذا في ربع ساعه حسبتها الدهر كله وانا واجمه لم اصدق لم اتوقع حاولت ان اذهب الي غرفتي توقفت بصعوبه وكان اخطاء الفاشلين والاغبياء عبر الدهور والازمان جثمت كالجبال علي كتفي وتحاملت علي نفسي وفي كل خطوه كنت اشعر ان كل ما في البيت من اثاث وجدران ينظر لي ويقرا علي ظهري وصدري لافته كتب عليها الفاشله الغبيه ربما يقولون مسكينه وربما يقولون تستاهل واغلقت بابي وارتميت علي سريري ولا ادري كيف انفجرت باكية وكلما جفت دمعتي تذكرت الخزي والعار وفكرت في العام القادم نفس الصف نفس المقعد نفس المعلمات فتيات جديدات اصغر مني صديقاتي في صف اعلي وووو وقضيت اليوم كله في غرفتي ابكي واحاسب نفسي وان تاخر الحساب تذكرت سهري المتواصل علي محطات التلفاز تذكرت المرآه والساعات الطوال التي قضيتها اصلح شكلي وهندامي تذكرت زياراتي الكثيره لصديقاتي تارة وللاسواق تارة اخري وتذكرت وتذكرت لم اكن اتوقع الرسوب ابداا كما ان هاجس النجاح لم يكن يشغل بالي وسمعت جرس المنزل يرن واذا بصوت ابنه جيراننا مروة ذات الخمس سنوات تطلب زيارتي وشعرت باضطراب شديد لم اكن اريد رؤيه احد او مقابله احد فاسرعت الي سريري وتدثرت بملاءتي متظاهره بالنوم كانت مروة معتاده ان الاعبها كل يوم وارسم لها لوحه جديده لها وحاولت امي ان تخبرها باني نائمه لتعود في وقت اخر ولكنها اخذت تبكي وترجو امي ان تسمح لها بالدخول ولم اشعر بها الا وقد دخلت وجلست قربي تمسح علي شعري كنت احبها فاستويت قليلا في الفراش فهجمت علي وقبلتي وقالت لي ارجوك يا غاده ارمي لي اليوم شيئا جميلا واعطتني لوحه وعلبه الوان تأثرت بحبها وبرائتها علي الاقل لاتراني فاشله وجلست في السرير بينما وقفت قرب النافذه تبتسم لي لارسمها وسالتني لم انتي جزينه فقلت لاني رسبت فقالت وما معني رسبت فاجيت يعني انني لم انجح في صفي فقالت لماذا فاجبتها بحزن لانني غبيه او فاشله او قاطعتني بغضب وقالت انتظري قليلا وخرجت بسرعه بينما مسحت دمعتين سقطتا علي اللوحه
لا ادري كم من الوقت مضي وانا ارسم ريثما عادت مروة وفاجأتني بكومه من اللوحات التي كنت ارسمها لها قبل الان وفرشتها علي السرير والارض وقرب النافذه وعلي الكرسي وقالت انــت لست غبيه ولا فاشله انــت رسامه ماهرة وذهلت لقد كنت ارسم لها هذه اللوحات لاسليها فاذا بها تهتم وتحتفظ بها وفجأه شعرت ان احدا ينتشلني من الحضيض ويرفعني الي السماء وكان احدا انتزع عن كتفي الفشل والاحباط التي كانت تثقل كاهلي نظرت اليها بامنتان وابتسمت وعانقتها وعادت مروة تنسق اللوحات ويبدو ان امي كانت تتابع الموقف من خارج الغرفة وفجأه دخلت الغرفه بعينيها المتورمتين وانفها الاحمر وابتسامه لطيفه غريبه تعلو وجهها جلست قربي علي السرير ومسحت علي شعري بينما اطرقت خجله من نفسي فحملت لوحه بيدها وابعدتها قليلا لتراها من بعيد كانت اللوحه بمثل غرفتي وقد اجريت عليها تعديلات كثيرة فغيرت لون الستائر وجعلت للنافذه شكل القبة ولباب الغرفه نفس الشكل كذلك حتي الجدران طليتها باللون الوردي ليتلاءم مع لون الستائر وجعلت للنافذه شكل القبة ولباب الغرفه نفس الشكل كذلك حتي الجدران طليتها باللون الوردي ليتلاءم مع لون الستائر ومفرش السرير واطالت النظر اليها وقالت فنانه انــت يا غاده ساري لوحاتك لام مروة تعرفين انها تدرس في كليه الفنون الجميله
صعقت هل تسخر مني ما لنا وللرسم الان لقد كانت تنحب منذ قليل لرسوبي فقلت لها لايهم فنانه او رسامه المهم اني رسبت اطرقت قليلا ثم اخذت الشريط اللاصق من درجي واخذت تلصق اللوحات علي الجدران ومروة تساعدها فرحة ثم تناولت لوحه بيضاء وقلما وكتبت عليها بالخط العريض معرض الفنانه غاده فتحي والصقتها في مدخل الغرفه ووقفت قربها واخذت تتكبم وتشير بيدها وكأنها تتحدث مع احد تفضلوا تفضلوا الفنانه غاده بانتظاركم وابتسمت هذه المرة من قلبي اغمضت عيني وقد تسربت الفكره الي مخيلتي وشعرت باللذه واكملت امي وهي تشير الي لوحه علي الجدار اما هذه اللوحه يا سياده الوزير فستشرحها لكم الفنانه غاده ووجدت نفسي بين يديها اكمل التمثليه وقد عششت الاحلام في راسي وبينما انا في قاع الفشل احسست بلذه الوصول الي قمه النجاح وقلت ان هذه اللوحه تمثل غرفتي كما كنت احلم بها عندما كنت اجلس فيها للدراسه فترد امي انها الفنانه غاده في الرسم والديكور ايضا وهذه اللوحه واخذت تنتقل من لوحه لاخري وهي تثني علي كل لوحه بمت فيها فهذه الوانها جذابه وهذه تركيبتها متناسقه وتلك ابعادها دقيقه وفي النهايه قالت للحضور المفترض والان ارجو ان تكتبوا ملاحظاتكم للفنانه غادة والي اللقاء في المعرض القادم وهنا اكملت مروة التمثليه وهي تراقب وتضحك واخذت دفترا صغيرا من مكتبي وقدمته لامي التي كتبت عليه
الي الفنانه غادة
لابد انك تعبت كتيرا حتي وصلتي الي هذه الدرجه من النجاح احترم كفاحك ونجاحك واسالك كيف وصلتي الي هنا وقد علمت انك رسبتي في المدرسه في احدي السنوات فهل يمكن للانسان ان ينجح بعد فشله
واعطتني مروة الدفتر فقرائه والقت بي طائرة احلامي في ارض الواقع وفكرت بنجاحي ورسوبي وشعرت انني امضيت سنوات المدرسه متتابعه دون ان اسال نفسي ماهدفي بالحياه كنت كمن يترك امواج الحياه تقود مركبه دون شراع تحكم فعلا اصبحت اتمني لو اصبح فنانه كبيره فسالت امي ولكن كيف استطيع ان احقق هدفي فابتسمت وقالت اذا كنت تريدين ذلك فالطريق مفتوحه امامك ادرسي جيدا وبعد ان تنالي الشهاده الثانويه تدخلين كليه الفنون وعندها ستعرفين الطريق بنفسك وعاد الامل يطرق بابي لقد وجدت سببا انجح من اجله واخذت امي اللوحه التي كنت ارسمها لمروة ونظرت لها فرات مكان الدمعتين وردتين تحملهما فتاه جميله تشبه مروة وقد وقفت امام النافذه فتحت علي مصراعيها والشمس ضاحكه في وسط السماء تدفع الغيوم باشعتها فابتسمت باعجاب
واليوم هاهي ذي تلك اللوحه علي الجدار في اول معرض لي بعد ان عينت معيده في كليه الفنون الجميله وهاهي ذي امي تستقبل معي زوار المعرض بفخر واعتزاز ومروة طالبتي اللوحه ليست للبيع بل للذكري اتفاءل بها انا الان احضر للدرسات العليا واعمل علي افتتاح معهد للدرسات الفنيه بالاشتراك مع بعض زملائي حياتي كلها سلسلة من الاهداف ونظرت الي الجدران التي كانت بالامس تلقبني بالفاشله الغبيه انها تبتسم لي وتقول اشياء لا يفهمها غيري
وهكذا تنتهي قصتي هنا
اعذائي
همسه بسيطه
لاتسمحوا للياس بان يدمر حياتكم
واجعلوا للنجاح طريقا لكم